حبّ الرضا


ما لي من الخير ما أعتدّه لغدي

حسبُ المودّة في قُربان تنجينا

آل الرسول الذي قد عمّ نائله

و خصّ مَن للرضا كانوا مُوالينا

نور يشعّ فينجاب الظلام له

عمّ الورى هديُه حتّى النبيّينا

أعني ابن موسى الرضا، فرقان طلعته

للمهتدين أتى فصلاً و تبيينا

ذاك الذي مذ حباه اللّه خِلْعته

صلّى عليه، فقال الخلق : آمينا

يوم الحساب اذا ما ساءلوك فقل:

زُرتُ الرضا، لاتقل : كنّا مُصلّينا!

ما بالصلاة لدى الميزان راجحة

لكن بحبّ الرضا نرجو الموازينا

عند الممات و عند القبر نشهده

و الحشرَ و النشرَ و الميزانَ يأتينا

مَن زارَ ألفاً أتى ألفاً لسعده

أو مرّةً، حسبها - واللّه - تكفينا

تخشى العذاب و قد ظلّتك قبّته؟!

أليس قد ظلّلتْ قطبَ المغيثينا؟!

لو أن نار لظىً في موقفٍ جُمعت

عليك يومئذٍ فاحت رياحينا

أنّى يَمسّ لظى النيران مَن دمُه

يجري بحبّ الرضا يروي الشرايينا؟!

لو رملُ عالج جئنا ذنبنَا عدداً

كنّا بحبّ الرضا في العرض ينجينا

إذا سَعينا الى الأعتاب نلثمها

أهدت لنا أكؤساً باللثم تُصبينا

و في الرواق نرى لِلّطف ألسنةً

ما صعبةٌ طَرَقت إلّا و تفنينا

كم شارداتٍ من الأسرار نلقفها

كأنّما أُلهمت للسرّ تبيينا

لو أنّ لي لثمةً أُلفى بها ثملاً

أشهى الى الروح من لثم الملايينا


إحسان محمّد شاكر