الحقّ المنصورُ


قُل في ابن موسى الرضا ماشئتَ مِن مِدَحٍ

فمنتهى المدح في عَلياهُ تقصيرُ

فكلّما ستر الأعدا مناقبَهُ

فاجاهُمُ من نَكالِ اللّه تخسيرُ

كم حاول الغادر المأمون غائلةً

فآبَ و هو قريح القلب مثبورُ

قد زاد شيعتَهُ عنه و أحضرَهُ

بمجلسٍ هو مشهود و مشهورُ

فجدّ في زَبرهِ، ثمّ استخفّ بهِ

فقام و هو سخينُ الدمع مقهورُ

يدعو الإلهَ، بأسماءٍ معظّمةٍ

و صوتُه فيه للجُلمودِ تفجيرُ

ففاجَئتْهُ مِن اللّه العقوبةُ إذ

دعا عليهِ الرضا، و الحقّ منصورُ

فنال ما نال من ذلّ و مسخرةٍ

و ما نَهاهُ مِن الجبار تحذيرُ

فدسّ قوماً له في الليل يَقدِمُهُم

صبيحٌ الدّيلمى، و الكلّ مأمورُ

أنْ : قَطّعوهُ و لا تُبقوا له رَمقاً

و اطْوُوا البساطَ بِهِ و الأمرُ مستورُ

فقطّعوهُ و لَفّوا بالبساطِ كما

شاء اللعينُ، فأخطَتْهُ المَقاديرُ

يريد إطفاءَ نور اللّه جلّ، و يأ

بى اللّه أن يتوارى ذلك النورُ

فجرّحي يا دِما أعضا الجلال فذي

أعضا الرضا جرّحتهنّ المَباتيرُ


أحمد بن صالح القطيفيّ